معايير اعتماد كليات الطب بشكل عام بالشرق الاوسط

في هذا الموضوع حبيت اعطيكم صورة عن كيفية اعتماد كليات الطب بشكل عام

ليكون عندكم فكرة ارجو ان تستفيدو من هذا الطرح000000000

الاعتماد ومعاييره في التعليم الطبي


اعتماد التعليم الطبي

الاعتماد هو عملية طوعية من عمليات المراجعة من قِبَل الزملاء، تستهدف الإشهاد على الجودة التعليمية للبرامج التعليمية الجديدة والبرامج المعترف بها. وفي إطار أي نظام لاعتماد التعليم الطبي، تقوم لجنة أو هيئة معيَّنة بتقييم برامج التعليم الطبي التي تؤدي إلى الحصول على الدرجة الجامعية الأولى في الطب، وتعتمد ما كان منها موفياً بالمعايير المتَّفق عليها. وتختلف مستويات نُظُم الاعتماد، فهي قد تكون على مستوى المحافظات والمقاطعات (في البلدان التي بها عدد كبير من كليات الطب)، أو على المستوى الوطني أو دون الوطني (في البلدان التي بها عدد محدود من كليات الطب) أو على مستوى المناطق، أو هي قد تجمع بين كل هذه المستويات. وهيئات الاعتماد، إذ تقوم بتقييم مدى وفاء برامج التعليم الطبي بمستويات الجودة التعليمية المقبولة على الصعيد الوطني أو الإقليمي، فإنها تخدم مصلحة عامة الناس، ومصلحة الطلبة الملتحقين بتلك البرامج التعليمية.

ومنذ عام ألفَيْن، والمكتب الإقليمي يعمل على تنفيذ مبادرة إقليمية لإصلاح معاهد تعليم المهن الصحية في بلدان الإقليم. وقد كان من بين أنشطة هذه المبادرة، إعداد دلائل إرشادية حول مختلف إجراءات هذا الإصلاح. علماً بأن هذه الدلائل الإرشادية تزوِّد الكليات القائمة بالإصلاح بوسائل عملية لتخطيط إجراءات الإصلاح، وتنفيذها، وتقييمها. ومن أهم عناصر عملية الإصلاح، اعتماد معايير وطنية قائمة على معايير إقليمية معدَّة. كما أن اعتماد المعايير يمثِّل خطوة نحو إنشاء نظام وطني للاعتماد. ويجدر بالذكر في هذا الصدد، أن اللجنة الإقليمية في دورتها التاسعة والأربعين قد اتَّخذت القرار ش م/ل إ49/ق - 11 حول تعليم المهن الصحية، الذي أيَّدت فيه عملية الإصلاح الإقليمية، وحثَّت الدول الأعضاء على إنشاء نظام لاعتماد كليات ومعاهد تعليم المهن الصحية.

وتتألَّف الدلائل الإرشادية الإقليمية حول إقامة نظام لاعتماد معاهد تعليم المهن الصحية، من أربعة أجزاء، هي: المعايير الإقليمية، والدراسة الذاتية المؤسسية، والقواعد والإجراءات، والامتحانات الطبية الوطنية الموحَّدة. كما تشمل الدلائل الإرشادية عدداً من الاستمارات والاستبيانات. وتصف الدلائل الإرشادية الخطوات التي تُتَّبع في تخطيط وتنفيذ نُظُم الاعتماد الوطنية، مثل وضع المعايير، وإنشاء هيئة الاعتماد، ووضع خطة عمل، وبدء اعتماد الدراسة الذاتية، وتخطيط وتنفيذ الامتحانات الطبية الوطنية الموحَّدة، وتنفيذ عملية الاعتماد واستبقاؤها.

ولقد أصبح اعتماد التعليم الطبي ضرورياً لجميع بلدان الإقليم؛ إذ إن نُظُم الاعتماد تمكِّن خرِّيجي كليات الطب في الإقليم من الوفاء بمتطلبات المعايير العالمية لتعليم الطب وممارسته. ثم إن الاعتماد يدعم التحسين المستمر لجودة التعليم الطبي، ويحمي مهنة الطب. علماً بأن كليات الطب، إذ تمتثل للمعايير الإقليمية أو الوطنية المقبولة، تؤدي دوراً قيادياً في مجال تحسين أداء النُظُم الصحية وتعزيز الصحة

الاعتماد ومعاييره في التعليم الطبي

الاعتماد هو عملية طوعية من عمليات المراجعة من قِبَل الزملاء، تستهدف الإشهاد على الجودة التعليمية للبرامج التعليمية الجديدة والبرامج المعترف بها. وفي إطار أي نظام لاعتماد التعليم الطبي، تقوم لجنة أو هيئة معيَّنة بتقييم برامج التعليم الطبي التي تؤدي إلى الحصول على الدرجة الجامعية الأولى في الطب، وتعتمد ما كان منها موفياً بالمعايير المتَّفق عليها. وتختلف مستويات نُظُم الاعتماد، فهي قد تكون على مستوى المحافظات والمقاطعات (في البلدان التي بها عدد كبير من كليات الطب)، أو على المستوى الوطني أو دون الوطني (في البلدان التي بها عدد محدود من كليات الطب) أو على مستوى المناطق، أو هي قد تجمع بين كل هذه المستويات. وهيئات الاعتماد، إذ تقوم بتقييم مدى وفاء برامج التعليم الطبي بمستويات الجودة التعليمية المقبولة على الصعيد الوطني أو الإقليمي، فإنها تخدم مصلحة عامة الناس، ومصلحة الطلبة الملتحقين بتلك البرامج التعليمية.

وكي يتسنَّى لكليات الطب التي تمنح الدرجة الجامعية الأولى في الطب، تحصيل هذا الاعتماد واستبقاءه، فإنه يتعيَّن عليها الوفاء بالمعايير الموضَّحة في وثائق الاعتماد. وينبغي توثيق المعايير في شكلٍ سرديّ يوضِّح كيفية اتصال المعايير بعضها ببعض، وفي شكل قوائميّ يسمح بإدراج عدد من الحواشي التفسيرية توضِّح المعنى العملي للمعايير لدى تطبيقها. علماً بأن المصطلحات المستخدَمة في المعايير، ولاسيَّما كلمتا (( يتعيَّن )) و(( ينبغي )) هي مختارة بعناية كبيرة. فاستخدام كلمة (( يتعيَّن )) يعني أن هيئة الاعتماد ترى أن الوفاء بالمعايير المعنيَّة ضروري ضرورة مطلقة لتحصيل الاعتماد واستبقائه. أما استخدام كلمة (( ينبغي ))، فيعني أنه يُنتظَر الوفاء بالمعايير المعنيَّة ما لم تكن هنالك ظروف غير عادية ويمكن تبريرها تحول دون الوفاء التامّ بتلك المعايير. وتحقيق المعايير يتطلَّب سلوكاً معيَّناً وتخطيطاً مقصوداً. وقد يتسنَّى لبعض الكليات تحقيق مواصفات فريدة تتجاوز المعايير التي حقَّقتها كليات أخرى. وقد تصبح هذه المواصفات، على المدى الطويل، أمثلة تُحتذَى في وضع معايير جديدة في جميع الكليات. ولابد للمعايير من أن تكون مجدية، وملائمة، ومطلوبة، وقابلة للقياس، وممكنة التحقيق، ومقبولة من قِبَل مستخدميها. ولابد من أن تكون لها آثار على الممارسة، وتعترف بالتنوُّع، وتشجِّع التطوير المناسب.

تحسين الجودة في التعليم الطبي

إن قياس جودة البرامج التعليمية ليس بالمهمة اليسيرة. وتكمن صعوبة هذه المهمة في تحديد ما يتعيَّن قياسه، وأفضل طريقة لقياسه. ويمكن تعريف الجودة بطُرُق عديدة، منها تعريفها بأنها (( الملاءمة للغرض )) و(( تلبية تطلُّعات المستهلك أو المستخدم )) و(( رضا الزبون )). ويتعيَّن النظر في متطلبات مختلف أصحاب الشأن، الذين يشملون المهنيِّين الطبيِّين، والمرضى، والطلبة، والحكومة، والمجتمعات. وينبغي قياس الجودة في شتى عناصر البرنامج التعليمي؛ أي في مُدخلاته، وعملياته، ومخرجاته. وترتبط الجودة بالملاءمة والعدالة وعلوّ المردود.

والمعاييرمفيدة للمؤسسات التعليمية كأساس للتقييم الداخلي الهادف إلى التحسين المستمر للجودة. كما أنها تمثِّل وسيلة ضرورية للتقييم الخارجي للكليات والاعتراف بها واعتمادها. ويمكن استخدام المعايير على أفضل نحو في دراسات تقييم الكليات، بالجمع بين التقييم الذاتي المؤسسي وبين مراجعة الزملاء. والتقييم القائم على معايير مقبولة عموماً يُعَدُّ حافزاً مهماً على تحسين التعليم الطبي والارتقاء بجودته. وعليه، لا ينبغي لنتائج الاعتماد القصيرة الأمد أن تكون هي الأساس لاتِّخاذ قرارات بإغلاق الكليات أو حرمان خرِّيجيها من الاعتراف بهم. وكما هو موضَّح في الدلائل الإرشادية الإقليمية للاعتماد، يُمنَح الاعتماد، عادةً، لفترات تصل إلى ست سنوات. ومتى وُجد أن الكليات تعاني من نقائص خطيرة، فإنها تُمنَح اعتماداً مشروطاً لفترات محدودة تتوقَّف على بعض المسائل التي يتعيَّن التصدِّي لها، وعلى الإجراءات التي يتعيَّن على الكلية المعنيَّة اتِّخاذها. وإذا ظلت الكلية عاجزة عن تقديم مقرَّرات دراسية بالمستوى المقبول، يتعيَّن توجيه طلبتها إلى كلية أخرى لإتمام مقرَّر دراسي طبي معتمد قَبْل أن يمكن الاعتراف بهم.

اعتماد محيط المؤسسات التعليمية والبرامج التعليمية
محيط المؤسسة التعليمية

في البلدان الصناعية المتقدِّمة، ينصبّ اعتماد الكليات المعترف بها على برنامجها التعليمي. ولا يدخل محيط المؤسسة التعليمية في عملية الاعتماد إلا إذا كانت هذه المؤسسة حديثة العهد، أو إذا كانت معترفاً بها ولكن أُدخلت عليها تغييرات كبرى. ولما كان معظم الكليات في الإقليم تنتظر الاعتماد للمرة الأولى، فإن تقييم محيطها المؤسسي يُعَدُّ عنصراً أساسياً من عناصر العملية الأولية لاعتمادها.

وحتى تتاح للكليات الجديدة، والمعترف بها، على السواء، فرصة معقولة للوفاء بمعايير الاعتماد المطلوبة، فإنه ينبغي لها أن تكون قد أنجزت حداً أدنى معيَّناً من المهام في ما يتعلق بالمحيط المؤسسي لبرنامجها التعليمي، على النحو المبيَّن أدناه:

● التحديد الرسمي للعلاقة بين كلية الطب والمؤسسة الأم (جامعة أو وزارة، مثلاً).

● تحديد الهيكل الإداري للكلية.

● وضع توصيف وظيفي لعميد الكلية، توافق عليه السلطات المختصة.

● تعيين عميد للكلية.

● تعيين قيادات عليا ضمن معاوني العميد معنيَّة بشؤون أعضاء هيئة التدريس، والطلبة، والعلاقات مع المستشفيات، والشؤون الإدارية والمالية.

● تعيين قيادات للأقسام والوحدات.

● إنشاء قسم لتطوير التعليم الطبي.

● تعيين حد أدنى من أعضاء هيئة التدريس (القدامى والمبتدئين على السواء) وفقاً للمعايير المقرَّرة.

● توافر ما يلزم من موارد مادية، بما في ذلك توافر أماكن للتعليم النظري، والمناقشة، والتعليم والتدريب العملي والسريري (الإكلينيكي) والميداني.

● توافُر كل ما يلزم من موارد تقنية للأنشطة التعليمية، والخدمية، والبحثية، والاجتماعية، وفقاً للمعايير المقبولة.

● توافُر الحيِّز المكاني المعياري لكل طالب وعضو في هيئة التدريس في المساحة التي تشغلها المكتبة، وتوافُر الموارد اللازمة، بما فيها تكنولوجيا المعلومات ومرافق التعلُّم بمعاونة الحاسوب.

البرنامج التعليمي

غنيٌ عن البيان أن البرنامج التعليمي المؤدِّي إلى الحصول على الدرجة الجامعية الأولى في الطب يقع في صلب عملية الاعتماد. ويتعيَّن على الأطباء أن يكونوا قادرين على رعاية أفراد المرضى والمجتمعات بتعزيز الصحة وبمعالجة المرض، على السواء. ويُنتظَر منهم أن يعاونوا في التثقيف الصحي للمجتمع، وأن يحسنوا التقدير في استخدام الموارد الصحية، ويعملوا بكفاءة مع طائفة كبيرة من المهنيِّين الصحيِّين وسائر أصحاب الشأن. ويتعيَّن أن يكون لديهم أساس تعليمي كاف يتيح لهم القدرة على تلبية الاحتياجات الصحية المستجدَّة والمتغيِّرة على مدى حياتهم الوظيفية.

وينبغي للمقرَّرات الدراسية الطبية أن تؤدي إلى إعداد خرِّيجين لديهم الاستعداد والقدرة على تنمية معارفهم ومهاراتهم، بدءاً من سنة التدريب (المعروفة أيضاً بسنة الامتياز أو المعاودة) واستمراراً على مدى حياتهم المهنية، وذلك من خلال التدريب أثناء الخدمة، والتعليم الطبي المستمر، واستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة. ويُحْكَم في النهاية على جودة أيّ كلية للطب بمدى قدرة خرِّيجيها على أداء عملهم أداءً رفيع المستوى في إطار الأدوار المتغيِّرة التي يتطلَّبها المجتمع من ممارسيه الطبيِّين. ويتطلَّب هذا أسلوباً مرناً والتزاماً بالتعليم الطبي المستمر مدى الحياة.

ويستهدف التعليم الطبي تنمية قدرات الأطباء المبتدئين الذين يمتلكون صفات تضمن تمتُّعهم مبدئياً بالقدرة على الممارسة بأمان وفاعلية كأطباء معاودين في بلدانهم، وامتلاكهم لأساس ملائم يرتكزون عليه في التعلُّم مدى حياتهم وفي الحصول على مزيد من التدريب في أي فرع من فروع الطب. وينبغي تنمية هذه الصفات بحيث تبلغ المستوى الملائم لمرحلة التدريب. وتَرِدُ في الملحق الأول صفات معيَّنة تجمع بين المعارف، والمهارات، والمواقف المهنيَّة.

الاعتماد في بلدان إقليم شرق المتوسط

في معظم سنوات القرن العشرين، كان المجلس الطبي العام للمملكة المتحدة مسؤولاً عن تقييم كليات الطب العاملة في بعض بلدان الإقليم والتي تدرِّس الطب باللغة الإنكليزية، وعن حفظ سجل خاص بها. علماً بأن كليات الطب الثماني عشرة التي أُنشئت في الإقليم قبل عام 1950 كان قد أسَّسها أكاديميون من أوروبا، أو المملكة المتحدة، أو الولايات المتحدة. ولا يقتصر الأمر على كون المنهج الدراسي في هذه الكليات قائماً على الأسلوب المتَّبع في البلد المؤسِّس لها، بل إن الشهادات التي تمنحها هذه الكليات تأخذ بنفس التسميات المستخدَمة في البلد المؤسِّس. فمثلاً، تُمنَح في مصر شهادات بكالوريوس الطب والجراحة MBBCh، التي تُمنَح في أيرلندا؛ وتُمنَح في باكستان شهادة بكالوريوس الطب والجراحة MBBS، التي تُمنَح في إنكلترا؛ وتُمنَح في العراق شهادة بكالوريوس الطب والجراحة MBChB التي تُمنَح في اسكتلندا. وهنالك كليات أخرى في الإقليم تتَّبع نظام الشهادات الأمريكي (جمهورية إيران الإسلامية) أو الفرنسي (تونس، ولبنان، والمغرب). وقبل عام 1975، كان سجل المجلس الطبي العام المتضمِّن كليات الطب المعترَف بها في العالم هو المصدر الوحيد لدى المجلس للاعتراف بخرِّيجي كليات الطب الأجانب والترخيص لهم بمزاولة الطب في المملكة المتحدة. وفي عام 1975، أُدخل في المملكة المتحدة للمرة الأولى امتحان للخرِّيجين الأجانب يجتازونه قبل الترخيص لهم بممارسة الطب. وعلى الرغم من أن المجلس لايزال يقوم بتقييم كليات الطب الأجنبية، فإنه لم يَعُدْ يقوم بتقييم كليات الطب في بعض بلدان الإقليم، بسبب تكاثر الكليات الجديدة. فقد زاد عدد كليات الطب الجديدة في الإقليم زيادة كبيرة، إذ ارتفع هذا العدد من 18 كليـة في عام 1950، إلى 207 كليات في عام 2003. وفي عقد الثمانينات من القرن العشرين، بدأت هيئات الترخيص في البلدان الصناعية المتقدِّمة في استخدام دليل المنظمة العالمي لكليات الطب، لتحديد من يُسمَح لهم من خرِّيجي كليات الطب الأجنبية بدخول امتحانات الترخيص بمزاولة مهنة الطب. غير أن دليل كليات الطب هذا مقصور على الكليات المعتمَدة من وزارات الصحة الوطنية.

وقد شَرَع عددٌ من بلدان الإقليم في الآونة الأخيرة في العمل على اعتماد كليات الطب. ففي باكستان، يقوم المجلس الباكستاني للطب البشري وطب الأسنان، وهو هيئة مهنية مستقلة، بإجراء عملية اعتماد نظامية لجميع كليات الطب الجديدة. وقد تجاوز عدد كليات الطب في باكستان 37 كلية في عام 2002. وطُبِّق في العراق في عام 1992 نظام وطني لاعتماد كليات الطب، كان يشمل، في ما يشمل، إجراء امتحانات وطنية موحَّدة في إطار برنامج أوسع لاعتماد جميع مؤسسات التعليم العالي. غير أن هذا البرنامج قد توقَّف في عام 1999 بسبب بعض العقبات التقنية. ويوجد في جمهورية إيران الإسلامية، منذ عام 1974، نظام وطني لاعتماد التعليم الطبي في المرحلة الجامعية العليا. وقد وُضعت مؤخراً مجموعة من المعايير الوطنية لتعليم الطب في المرحلة الجامعية الأولى، وتقوم حالياً جامعتان بإجراء عملية ارتياديّة لاعتماد التعليم الطبي في المرحلة الجامعية الأولى. وقد نجح المجلس العربي للاختصاصات الطبية، الذي هو مجلس مهني للدراسات العليا تابـع لمجلـس وزراء الصحة العـرب، في إدارة نظامٍ دون إقليمي لاعتماد تعليم الطب في المرحلـة الجامعيـة العليا منذ أوائل عقـد الثمانينات مـن القـرن العشريـن. علمـاً بأن العمـل الرائـد للمجلس العربي في هذا المضمار قد تركَّز بصفة رئيسية على اعتماد المستشفيات التدريبية المعنية بالدراسات العليا. وفي عام 1999، بدأت لجنة عمداء كليات الطب لمجلس التعاون الخليجي في وضع معايير لاعتماد كليات الطب، وذلك أثناء المؤتمر الأول لكليات الطب لمجلس التعاون الخليجي، المعقود في الكويت. وقد وافقت اللجنة في نيسان/أبريل 2001 على مجموعة من المعايير. وقد قام المكتب الإقليمي مؤخراً بتقديم الدعم التقني إلى السودان، ومصر، واليمن لإعداد مجموعة من المعايير المقبولة على الصعيد الوطني للتعليم الطبي، كخطوة صوب تطبيق نظام وطني للاعتماد. وعلى الرغم من أنه توجد لدى جميع بلدان الإقليم إجراءات مَرْعيّة تُتَّبع قبل الاعتراف بخرِّيجي كليات الطب الجديدة، وقبل السماح لهم بمزاولة المهنة، فإن هذه الإجراءات هي من وَضْع هيئات مهنية وطنية أو من وضع وزارات الصحة، وهي لا ترتكز على برنامج للاعتماد منظَّم وموضوعي.

إن هيئات التسجيل الطبي المهني، إذ تقوم بتقييم كليات الطب لأغراض اعتمادها، يمكنها التأكُّد من أن البرنامج التعليمي لإحدى كليات الطب يمتثل للدلائل الإرشادية الوطنية المقبولة للتعليم الطبي الأساسي. كما أن اعتماد أي كلية للطب يسهِّل تسجيل خرِّيجيها في المستقبل في البلدان الأخرى. فخرِّيجو أي مقرَّر طبي معتمَد من قِبَل هيئة اعتماد إقليمية يكونون مؤهَّلين للتسجيل في أي بلد من بلدان الإقليم. ولا يَخْفَى أن زيادة أعداد الكليات الجديدة في الإقليم تُعطي مزيداً من الزخم لعملية الاعتماد. والحق إن الاعتماد يمثِّل وسيلة للحماية من تكاثـُر كليات الطب الجديدة بلا ضوابط، وضمان أن لا تمضي الكليات المعترَف بها في أداء عملها من دون أن تكون لديها توريدات كافية ودعم كاف. كما أن الاعتماد وسيلة لضمان أن تكون أي تغييرات تُجرَى في سياسات قبول الطلبة بهدف زيادة معدلات الالتحاق بالدراسة، مرتكزةً على زيادة موازية في القدرة على التدريب وفي الموارد البشرية والمالية.

كما أن الاعتماد يحفز الكليات على إجراء إصلاحات تستهدف تحسين أدائها التعليمي، وضمان تمتُّعها هي وخرِّيجيها بالقدرة على تعزيز وتحسين صحة مجتمعاتهم. ثم إن العَوْلَمَة، وتطوير تكنولوجيا المعلومات، وتوسيع دائرة المعارف، وسرعة تطوير نُظُم الاتصال التي تتيح للناس استكشاف ما يجري في مختلف أرجاء العالم، قد حدت برجال التعليم إلى التفكير في إدخال تغييرات في المناهج الدراسية تجاوباً مع هذه التطوُّرات. علماً بأن معظم كليات الطب في المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية قد غيَّرت مناهجها الدراسية، وتخلّت عن نظام مناهج المواد الدراسية الذي لايزال متَّبعاً في جُلّ كليات الإقليم إن لم يكن فيها كُلّها. ومن ثـَمَّ، فسوف يواجه خرِّيجو الإقليم، في المستقبل القريب، صعوبات في الاعتراف بهم في بلدان أخرى، وسوف يصعب عليهم اجتياز اختبارات التقييم التي يتعيَّن عليهم اجتيازها قبل أن يُرخَّص لهم بممارسة الطب. ويجدر بالملاحظة أن اختبارات الترخيص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مثلاً، تشتمل الآن على أجزاء تتعلق بالفحص السريري (الإكلينيكي) المنظَّم الموضوعي OSCE، والأخلاقيات، وتكنولوجيا المعلومات وحل المشكلات. كما أن العديد من الوكالات الصحية حول العالم تعكف على إعداد نظام عالمي للاعتماد مرتكز على معايير عالمية. وما لم تشارك كليات الطب بالإقليم في نُظُم أخرى للاعتماد، فسوف تُستبعد من نظام الاعتراف العالمي هذا.

الدلائل الإرشادية الإقليمية للاعتماد

منذ عام ألفَيْن، والمكتب الإقليمي يعمل على تنفيذ مبادرة إقليمية لإصلاح معاهد تعليم المهن الصحية في بلدان الإقليم. وقد كان من بين أنشطة هذه المبادرة، إعداد دلائل إرشادية حول مختلف إجراءات هذا الإصلاح. علماً بأن هذه الدلائل الإرشادية تزوِّد الكليات القائمة بالإصلاح بوسائل عملية لتخطيط إجراءات الإصلاح، وتنفيذها، وتقييمها. ومن أهم عناصر عملية الإصلاح، اعتماد معايير وطنية قائمة على معايير إقليمية معدَّة. كما أن اعتماد المعايير يمثِّل خطوة نحو إنشاء نظام وطني للاعتماد. ويجدر بالذكر في هذا الصدد، أن اللجنة الإقليمية في دورتها التاسعة والأربعين قد اتَّخذت القرار ش م/ل إ49/ق - 11 حول تعليم المهن الصحية، الذي أيَّدت فيه عملية الإصلاح الإقليمية، وحثَّت الدول الأعضاء على إنشاء نظام لاعتماد كليات ومعاهد تعليم المهن الصحية.

وتتألَّف الدلائل الإرشادية الإقليمية حول إقامة نظام لاعتماد معاهد تعليم المهن الصحية، من أربعة أجزاء، هي: المعايير الإقليمية، والدراسة الذاتية المؤسسية، والقواعد والإجراءات، والامتحانات الطبية الوطنية الموحَّدة. كما تشمل الدلائل الإرشادية عدداً من الاستمارات والاستبيانات.


المعايير الإقليمية

تتناول هذه المعايير بالتفصيل المجالات الآتية، وتشتمل على مؤشرات ومقاييس لكل مجال منها.

• كفالة المؤسسة (التعليمية)

• الرؤية، والرسالة، والأغراض

• الطلبة، بما في ذلك سياسة قبولهم

• الموارد البشرية، بما في ذلك سياسة تعزيزها

• الموارد المادية والتقنية

• التنظيم والإدارة

• المنهج الدراسي، بما في ذلك المحتوى، والمنهجيات المتَّبعة، واستخدام اللغات الوطنية

• تقييم الطلبة

• برنامج الدراسات العليا والتطوير المهني المستمر

• سياسات ومرافق البحوث

• المشاركة في تحسين النُظُم والخدمات الصحية

• المشاركة في تطوير المجتمع

• تقييم البرنامج

• العقبات والتجديدات

الدراسة الذاتية المؤسسية
تمثِّل الدراسة الذاتية خطوة أساسية على درب المشاركة في نظام للاعتماد. ويضم فريق الدراسة ممثلين لإدارة الكلية، وأعضاء هيئة التدريس، والهيئة الطُلابيّة، وغيرهم من الشركاء، وهو مسؤول عن أداء المهام التالية:

• جمع ومراجعة المعطيات (البيانات) المتعلقة بالكلية وبرنامجها التعليمي، وفقاً لمعايير مقبولة للاعتماد.

• تحديد مَوَاطن القوة المؤسسية والقضايا التي تتطلَّب اتخاذ إجراءات تجعلها موفية بالمعايير المقبولة.

• تحديد استراتيجيات لضمان الحفاظ على مَوَاطن القوة والتصدِّي للمشكلات.

القواعد، والعمليات، والإجراءات
يتضمَّن هذا الجزء معلومات تفصيلية حول المكوِّنات التالية، ومراحل عملية الاعتماد:

• بـِنْيَة عملية الاعتماد ووظيفتها

• لجان هيئة الاعتماد وفِرَق التقييم

• الاتصال المبدئي

• التوثيق المبدئي

• تخصيص فِرَق للكليات

• مراجعة التوثيق المبدئي

• الزيارة الأولية للكلية

• الزيارة التقييمية

• التشاور والمعلومات المرتجعة الإضافية

• التقرير الرسمي

• مراجعة تقرير لجنة الاعتماد

• البتّ في أمر الاعتماد والاختيارات

• التقارير الدورية المقدَّمة من الكلية إلى هيئة الاعتماد


الامتحانات الطبية الوطنية الموحَّدة

تَخْتَبـِر الامتحاناتُ الموحَّدة لطلبة الطب نتيجةَ برامج تعليم الطب. ويمكن تنظيم هذه الامتحانات على المستوى دون الوطني أو المستوى الوطني. وينبغي لأمثال هذه الامتحانات أن ترتكز على المنهج المحوري، وأن يجري تخطيطها وفقاً للمعايير التالية:

• قيام هيئة وطنية مستقلة بإعداد الامتحان وإدارته وتقييمه، على أن تضم هذه الهيئة ممثلين لجميع الكليات، ووزارة الصحة، والاتحادات المهنية.

• القيام بإدارة الامتحانات وفقاً لمعايير متفق عليها ومنشورة.

• عدم اقتصار الاختبارات على قدرات استدعاء المعلومات، بل اشتمالها أيضاً على قدرات من قَبـِيل التفسير، والتحليل، والمقارنة، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، وغيرها من القدرات التي تُعتبَر ضرورية للتخرُّج والممارسة في المجتمع. فبهذه الطريقة تدعم الامتحانات عملية إعادة توجيه التعليم الطبي بما يجعله أوفى باحتياجات المجتمع وأكثر استجابة لمقتضيات التجديد.

• أن يكون الامتحان اختباراً واحداً في تخصُّصات متعدِّدة يمكن إعطاؤه أثناء الامتحانات النظامية للكلية.

• أن تكون نتائج الامتحان بمثابة معلومات مرتجعة للجامعات والكليات والأقسام الطبية لتحسين برامجها التعليمية

الخطوات التي تُتَّبع في تخطيط نُظُم الاعتماد الوطنية وتنفيذها في بلدان الإقليم

وضع المعايير


إنشاء فريق عمل وطني

• عقد حلقات دراسية واجتماعات مع ممثلي جميع الشركاء

• استعراض المعايير الإقليمية

• قبول واعتماد المعايير الوطنية

• التوصية بالتصديق القانوني

• مناقشة وإقرار قواعد وإجراءات الاعتماد، بما في ذلك الامتحانات الموحَّدة

إنشاء هيئة الاعتماد

• إنشاء هيئة الاعتماد الوطنية

• تقرير وظائف وقواعد قانونية واضحة

• ضمان الاستقلالية

• إعداد ونشر وثائق الاعتماد

وضع خطة عمل

• إعداد جدول زمني لاعتماد الكليات

• تقرير موعد لتنظيم الامتحانات الوطنية الموحَّدة

بدء اعتماد الدراسة الذاتية

دعم الكليات لتمكينها من اعتماد الدراسة الذاتية

تخطيط وتنفيذ الامتحانات الطبية الوطنية الموحَّدة

إنشاء لجان علمية

• تنظيم بنك وطني للأسئلة*

• إنشاء لجان تنفيذية مركزية ومحلية

تنفيذ عملية الاعتماد واستبقاؤها

بنك الأسئلة أو مَصْرَف الأسئلة هو مركز يحتوي على عدد كبير من الأسئلة الجيدة، المتعدِّدة المستويات والموضوعات، والتي تُستخدَم عند الحاجة.

قبل الزيارة التقييمية بنحو 12 إلى 18 شهراً: إجراء مناقشات تمهيدية حول الزيارة

• قيام كلية الطب بتعيين أسبوع للزيارة.

• قيام هيئة الاعتماد بإرسال نُسَخ الكلية من الدلائل الإرشادية للاعتماد، وبرنامج نموذجي للزيارة، ودليل إعداد تقرير الاعتماد.

• إعداد مسوَّدة طلب الاعتماد قبل الزيارة بستة أشهر.



قبل الزيارة التقييمية بنحو 6 أشهر إلى 12 شهراً: تشكيل الفريق

• قيام هيئة الاعتماد بالمصادقة على عضوية الفريق، بعد دعوة الكلية إلى إبداء ملاحظاتها على عضويته المقترحة.

• إرسال معلومات إلى أعضاء الفريق حول عملية الاعتماد.



قبل الزيارة التقييمية بنحو 6 أشهر: تقديم المستندات واستكمال ترتيبات الزيارة

• قيام الكلية بتقديم نُسَخ من مسوَّدة طلبها الاعتماد.

• اجتماع فريق التقييم لمناقشة مسوَّدة الطلب، وبرنامج الزيارة التقييمية.

• قيام رئيس وأمين الفريق بزيارة تمهيدية إلى الكلية.

• قيام هيئة الاعتماد والكلية بتنظيم برنامج الزيارة.

• قيام الكلية بتقديم طلب الاعتماد النهائي قبل الزيارة التقييمية بشهرين اثنين.

الزيارة التقييمية

• تستغرق الزيارة، في العادة، أسبوعاً واحداً.

• يقوم فريق التقييم بإجراء مقابلات شخصية مع المجموعات المعنيَّة في الكلية، وممثلي الخدمات الصحية والجامعة. كما يقوم بالتفتيش على المرافق.

• تنتهي الزيارة بعرض ما توصَّل إليه الفريق من استنتاجات مبدئية، وإجراء مناقشة مع كبار المسؤولين بالكلية.



بعد الزيارة التقييمية: إعداد تقرير الاعتماد

• يقوم الفريق بإعداد مسودة تقرير يعممها على الكلية، وذلك عادة، في غضون 5 أسابيع من انتهاء الزيارة. وتُدعَى الكلية إلى التعليق على المسوَّدة.

• ينظر الفريق في تعليقات الكلية، ويُعِدُّ تقريره النهائي للجنة الاعتماد التابعة لكلية الطب.

• تُعِدُّ اللجنة مسوَّدة توصيات حول اعتماد الكلية، وترسلها إلى الجامعة لإبداء ملاحظاتها عليها.

• ثم يُقدَّم التقرير، والتوصيات، وأي ملاحظات للجامعة إلى هيئة الاعتماد للبت النهائي في الاعتماد.







في الخاتمة ارجو ان يكون الان تكونت لديكم فكرة او صورة مبدئية عن موضوع الاعتماد ومتطلباته تحياتي لكم جميعا...

مشكووووور أخي سوني على هالمعلومات....



ننتظر كل ما لديك من جديد..



تقبل مروري,,,,,,.,.,.,.